سؤال محير جداً لكم يا ... ؟

السلام عليكم
ان مسألة كره الشيعة لابي بكر وعمر وعثمان وعائشة (رضي الله عنهم أجمعين ) (بسبب سلب حق آل البيت وظلمهم) مسألة معروفة ولاتخفى على احد لكن اود ان ابين ان هذه المسألة خاطئة من حيث عدة أمور :
لو كان هذا الكلام صحيح فما تفسيركم بأن تكون هناك مصاهرة بين الائمة والصحابة وان الائمة قاموا بتسمية اولادهم بأسماء الصحابة فالام علي بن ابي طالب زوج ابنته ام كلثوم الى عمر بن الخطاب وكذلك حفصه بنت عبد الرحمن بن ابي بكر زوجها الحسين سيد شباب اهل الجنة وان نسب الامام جعفر الصادق من جهة امه يرجع الى ابي بكر الصديق وان اسم ابنة موسى الكاظم هي عائشة ...
والادلة كثيرة جداً
ارجو تفسير لكل هذه الامور ... التي أستبعد ان يكون هنالك سبب مقنع

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد واله الطاهرين
اخي الكريم مصطفى محمود وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ان كل طالب حقيقه لابد قبل ان يحكم على نفسه بالصحه او يحكم على الطرف المقابل بالخطأ ان يسمع منه وبعد ذلك له الحكم ولايصح الحكم مسبقاً مالم تسمع بينة الطرفين وبذلك شاهد من القرآن( يادواد انا جعلناك خليفةً في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولاتتبع الهوى )
والجواب :
اولاً _ ان قضية التزويج روج لها بعض الاموين وبعض علماء السنة وذلك حتى يصححوا خلافة عمر ابن الخطاب و ان التزويج دليل على اعتراف الامام (ع) بصحة خلافة عمر وإلاّ لو كان علي يعتبر عمراً غاصبا للخلافة لما زوجه ابنته أبد ولكن عند المراجعة لأسانيد خبر التزويج يتبين أن لا أصل لأصل الخبر فضلا عن جزئياته ومتعلقاته، وذلك بالنظر الى أصول أهل السنة وقواعدهم في علم الحديث ، واستناداً الى كلمات علمائهم في علم الرجال :
1 ـ إنه حديث أعرض عنه البخاري ومسلم فلم يخرجاه في كتابيهما المعروفين بالصحيحين , وكم من حديث صحيح سنداً لم يأخذوا به في بحوثهم المختلفة معتذرين بعدم إخراجهما إياه .
2 ـ إنه حديث غير مخرّج في شيء من سائر الكتب المعروفة عندهم بالصحاح , فهو حديث متّفق على تركه بين أرباب الصحاح الستة .
3 ـ إنه حديث غير مخرّج في المسانيد المعتبرة , كمسند أحمد بن حنبل الذي قال أحمد وجماعة تبعاً له بأن ماليس فيه فليس بصحيح …
بالاضافة الى ان جميع اسانيد الخبر ساقطة لان رواته بين مولى عمر وقاضي الزبير وقاتل عمار وعلماء الدولة الاموية ورجال أسانيده بين كذّاب ووضّاع وضعيف ومدلّس فلا يصح الاحتجاج به والركون اليه , هذا ما اعترف به نفس علمائهم.
وأمّا متون خبر التزويج ودلالته فكلّها متضاربة متكاذبة لا يمكن الجمع بينها بنحو من الانحاء فيكون دليلاً آخر على ان لا اصل لهذا الخبر .
ثانياً ان مسألة التسمية في غاية البعد مماتصور والدليل انه لو عاديت شخصاً اسمة احمد فهل انك لاتسمي اسم ولدك احمد لانه كان على خلاف معك ؟؟ وان اسم ابوبكر كان شائعاً وكذلك عمر وعثمان وليس له علاقة بما ذكرت من ان اهل البيت يسمون اولادهم حباً بعمر وابوبكر وعثمان و اليك اسماء بعض الصحابة
ـ أبو بكر بن شعوب الليثي واسمه شداد ـ أبو بكر (عبد الله بن الزبير)الصحابة الذين كان اسمهم عمر ـ عمر اليماني ـ عمر بن الحكم السلمي ـ عمر بن سراقة (ممن شهد بدراً) ـ عمر بن سعد (أبو كبشة الانماري) ـ عمر بن سفيان بن عبد الأسد (ممن هاجر إلى الحبشة) ـ عمر بن عمير بن عدي الأنصاري ـ عمر بن عوف النخعي ـ عثمان بن شماس المخزومي ـ عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ـ عثمان بن أبي العاص ـ عثمان بن عمار (والد أبي بكر) ـ عثمان بن عبد غنم الفهري (هاجر إلى الحبشة) ـ عثمان بن عبيد الله التميمي ـ عثمان بن عثمان الثقفي ـ عثمان بن عمرو (شهد بدرا) ـ عثمان بن مظعون (الصحابي الجليل الذي قبّله النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو ميت)وغيرهم كثير
إذن نرى أن هذه الأسماء منتشرة ومشهورة وليست موقوفة على بعض الناس وليست ملكاً لبعض الأفراد , ومجرد تسمية الإمام (عليه السلام) لبعض أولاده بهذه الأسماء بعد أن ثبت انتشارها لا يدل على المحبة المدعاة والمودة المزعومة
ثالثاً _اما ماذكرة من ان الامام الحسين عليه السلام تزوج من حفصة بنت عبد الرحمن ابن ابو بكر فهذ كذب وافتراء واليك الدليل من مصادركم والخبر المشهور عن عائشة أم المؤمنين انها زوجت بنت أخيها حفصة بنت عبد الرحمن من المنذر بن الزبير، وعبد الرحمن غائب بالشام ..كتاب المحاى ج\9 ص 455
رابعاً _اما قضية الامام الصادق عليه السلام فالرواية التي تروي ذلك هي ضعيفة سنداً ودلاله ولايمكن الاعتماد عليها وقد اجاب عليها علمائنا الاعلام راجع على سبيل المثال: إحقاق الحق للتستري ص64 ـ 67 ودلائل الصدق ج1 ص82 و83 والصوارم المهرقة ص253 والبحار ج29 ص651

زائر

شكرا حبي على هذا الموضوع الجميل تحياتي